شاب نشأ على المعاصي .. تزوج امرأة صالحة فأنجبت له مجموعة من الأولاد من بينهم ولد أصم أبكم .. فحرصت أمه على تنشئته نشأة صالحة فعلمته الصلاة والتعلق بالمساجد منذ نعومة أظفاره .. وعند بلوغه السابعة من عمره صار يشاهد ما عليه والده من انحراف ومنكر فكرر النصيحة بالإشارة لوالده للإقلاع عن المنكرات والحرص على الصلوات ولكن دون جدوى ..
وفي يوم من الأيام جاء الولد وصوته مخنوق ودموعه تسيل ووضع المصحف أمام والده وفتحه على سورة مريم ووضع أصبعه على قوله تعالى " يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان ولياً " ، وأجهش بالبكاء .
فتأثر الأب لهذا المشهد وبكى معه .. وشاء الله سبحانه أن تتفتح مغاليق قلب الأب على يد هذا الابن الصالح .. فمسح الدموع من عيني ولده ، وقبّله وقام معه إلى المسجد .
وهذه ثمرة صلاح الزوجة فاظفر بذات الدين تربت يداك ..
الإيمان قول وعمل
حدثتني عن نفسها قائلة : كنت متهاونة في أداء الصلاة رغم حرصي الشديد على أبنائي بالمحافظة عليها .. تنبهت لذلك إحدى بناتي الملتزمات والمحافظات على أداء الصلوات في أوقاتها .. وراقبتني دون علم مني فحدث بيني وبينها هذا الحوار الذي كانت سبباً بعد الله في هدايتي .
قالت : أمي ما جزاء من ترك الصلاة .
قلت : كافر ومصيره إلى النار.
قالت : ولماذا يترك الإنسان العاقل الصلاة
قلت : ربما لأنه يعتقد أنه لا يوجد بعث ولا حساب وأنه سينتهي بمجرد الموت
قالت : وهل هذا الاعتقاد صحيح ؟
قلت : كلا ! بل هو باطل .. والصحيح أن هناك بعث ونشور وحساب وجزاء .. وجنة ونار !!
قالت : يا أماه .. وما فائدة هذا الاعتقاد إذا لم يظهر أثره في سلوك الإنسان وتصرفاته .. وفي أدائه للصلاة ومحافظته عليها في أوقاتها ألم يقل سبحانه " إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً " ؟!!
فتأملت كلامها فوجدته هو الحق وأثر ذلك عليَّ فأصبحت ولله الحمد بعد هذا الحوار من المحافظات على الصلاة والسنن الرواتب وأدعو الله أن يثبتني على ذلك .